يشكل الأب بالنسبة إلى الطفل نموذجاً يحاول الإقتداء به، الأمر الذي يعكس حاجة الطفل إلى الأب كنموذج لسلوك يحاول أن يتمثله ويتعود على القيام به. ومن هذه الناحية, فإن ما يلاحظه الطفل من سلوك والديه, لاسيما سلوك الأب, يلعب دورًا مهمًا في تكوين شخصيته وفي توازنه النفسي, أكثر من الدور الذي يمكن أن تلعبه النصائح والإرشادات التي يسمعها الطفل سواء من والديه, أو من معلميه أو من أي مصدر آخر. ويرى الكثير من التربويين بأن الأب يمثل مصدر الحماية والأمن للطفل وغياب هذا المصدر يحدث اضطراباً في حياة الطفل.
وقد لفت انتباهي حديث دار بين اثنين من أطفال القرية، أحدهما يتيم الأب والآخر يشتكي له من قسوة والده في التربية، فلم تكن ردة فعل اليتيم إلا أن قال لزميله : (( احمد الله أن لك أباً يرعاك )).
الأب رحمة، ويكفينا قول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله عندما رد على القرع ابن حابس حينما رأى النبي يقبل أحد حفيديه " الحسن أو الحسين " قال يا رسول الله إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحداً منهم يوماً ما. قال ما أصنع لك إذا نزعت الرحمة من قلبك
